ميلاد النجوم

ميلاد النجوم



موعدنا هذه المرة مع ميلاد جديد.. ميلاد من نوع خاص.. إنه ميلاد كل ذرة في جسدك.. ميلادٌ حدثَ ويحدث بعيداً جداً في حنايا الكون المتباعدة.. إنه ميلاد تلك العوالم التي قبلت الموتَ لتولد أنت أيها الإنسان.. والتي لولا موتها لما ولدت ولا وجدت أنت..


انظر إلى السماء ليلاً.. بعيداً عن أضواء المدينة.. تراها مرصعة بالنجوم في كل زاوية وركن.. نجوم تزين سماء العاشق.. وسماء المتأمل.. لكل من هذه النجوم رحلة طويلة.. دورة حياة: ولادة.. طفولة.. شباب.. كهولة.. وموت!


هذه رحلة مع ميلاد النجوم.. نشوئها وتطورها.. ومن ثم موتها.. قد يكون الموت حدثاً محزناً للإنسان الضعيف في عالمه المحدود والمخنوق.. ولكنه ليس كذلك في الكون اللامتناهي.. إنه حدث يعني الكثير.. يعني الجمال والروعة.. يعني الحياة.. يعني الخلق.. إنه موت ولدت منه الكواكب.. وأنجب الإنسان..


رحلة النجوم هذه تذكرنا باللانهاية.. فكم نشعر بصغرنا – بل بعدمنا – أمام تلك العوالم.. وكم هي صغيرة هذه العوالم في الكون بأرجائه المتباعدة.. ومن يدري فقد يكون كوننا عدماً أو مجرد ذرة غبار في عالم الوجود وفي أبعاده اللامتناهية.. وفي ذات الوقت ورغم صغرنا في هذا الكون إلا أن الكون لا معنى له بدوننا! أليست هذه هي اللانهاية في قمة جمالها؟ أليست هي ما حاول الإنسان البحث عنه منذ بداية وجوده.. ولا زال يبحث؟ أليست هي بطلة الوجود؟ أليست هي ما يعطي السماء اللامحدودة سحرها؟ لا عجب إذاً أن يتغنى بها الإنسان.. ويقفَ معجباً أمام غموضها.. ويجعلَها بطلة إبداعاته كما في رائعة فيكتور هوغو "البؤساء"..


والآن لنعد إلى قصتنا.. ولننطلق إلى مناديل السماء..